عمر العامري
قبل أربع سنوات تماما وفي أيام كهذه الأيام توقفت عربة الشهداء في قرية القمري، وصعد إليها في طريقه نحو السماء أجمل أبنائها ؛ البطل الشهيد سلطان عيسى شبلي.
يومها كان الحزن طاغيا وكان العزاء متعذرا جدا على والد الشهيد وعائلته وعلينا كلنا أبناء قرية القمري لأن سلطان كان فقدا غير قابل للعوض.
لكن سلطان صعد شهيدا وهو يدافع عن وطنه، وطننا جميعا، وكان هذا كافيا للعزاء والتصبر واحتساب الأجر عند الله.
غير أن لولاة الأمر حفظهم الله رأيا آخر، وهو أن اسم سلطان وكل أسماء الشهداء يجب أن تظل خالدة في ذاكرتنا و في قلوبنا وذاكرة الوطن ، لأنهم روا الثرى بدمائهم وحتى يظل الوطن عزيزا وعصيا على الأعداء، وحتى ينبت الشيح والعرار على تلك الجبال التي استشهد فيها سلطان.
وأُطلق اسم الشهيد سلطان رحمه الله على أحد شوراع قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الجبيل ، واليوم ها هي القمري مسقط رأس سلطان وحيث وُري الثرى ، ها هي اليوم مزهوة لأن اسم سلطان يزين أهم طرقاتها، ( حزام القمري ) وحتى يظل في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال التي ستأتي ، اليوم في القمري اسم طريقا للخلود.
فشكرا ولاة الأمر ، شكرا لكم وأنتم عودتمونا الوفاء ولكم منا القسم بالبقاء على العهد.
والشهداء لا يموتون ولا يتلاشون أبدا، هي أرواحهم فقط تصعد كالنور وكالصلوات نحو السماء .
و هنيئا لنا كلنا اليوم أبناء قرية القمري هذا المجد، وهنيئا لأم البطل سلطان ، وهنيئا لوالده أخي الحبيب عيسى شبلي.
( و لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)