الإعلام والاعتدال بين أتباع الأديان

 

بقلم/ دلال حمود بن نادر

الإعلام نافذة يُشاهد منها العالم، وله الدور الأكبر في توجيه القرار وتسليط الضوء على الآراء المتباينة وعرض مجمل أخبار الطوائف والديانات والأحداث ، منذ قرابة المائتين عام عند إصدار أول صحيفة عربية ، كان الدور الأكبر لها كونها تعرض الأخبار الجيدة والمُسيئة أحياناً بين  ( مُكرٍ ومُفر) متبادلةً أطراف الأفكار ذات التوجه المتحيّز.

لذلك باتت قضية الاختلاف في الديانات والطوائف في الإعلام هي قضية مسؤولية اجتماعية بحتة تنبع من توجه الصُحف وأصحاب المصالح في نشر خطاب الكراهية إعلامياً في سبيل خدمة اجندة يسيرون وفقها ، أحياناً يظنون بأنهم متخفّون وراء ستار وهم واضحين كوضوح الشمس .

في زمنٍ أصبح فيه الكل حاملاً للعِتاد يمتلكُ منبراً من هاتفه، يبني ويهدم من الأفكار قصوراً أو ملاجئ لأصحاب الرؤى الهدّامة، باتت ثقافة الحوار شبه معدومة والتطرف والكراهية مُعلنة عبر خطاب يُلقى أمام العلن والمُتلقي صامتاً ولا دور له سوى المُشاهدة.

و لأن الإعلام السعودي أصبح نقطة ارتكاز العالم ،  أصبحت كتابتنا بلغة رؤية السعودية لـ 2030  التي تبنت العديد من المبادرات و المراكز لنشر السلام في العالم أجمع ، أبرزها المركز العالمي “اعتدال” لمحاربة الفكر المتطرف ، و مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان، و يأتي ذلك لتعزيز الأهداف الإنسانية النبيلة التي تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيقها إسهاماً منها في إقرار السلام العالمي ونشر ثقافة الحوار والاعتدال ونبذ خطاب التطرف ، مما شكل قيمةً مُضافة و نهجاً إنسانياً للتواصل بين الشعوب و ترسيخ لقيّم التعايش والتضامن الإنساني المشترك و مناهضةً لخطاب الكراهية والتطرف للوصول لحياة تُمكن البشر من العيش عليها آمنين بلا ذُعر و اضطراب و وضع حد لإساءة استخدام الدين لتبرير القهر والعنف والصراع.

الكل مسؤول و الكل يمتلك القدرة  لتوقيف خطاب الكراهية سواء كان على الصعيد الشخصي البسيط بين شخصين ، أو كان على صعيد الإعلامي الصريح امام الملأ ، في الثورات و الحروب جاءت بعض خطابات كراهية مُحرضةً و مخادعةً لتجنيد أصحاب الأقلام والعقول المأجورة , فلا تستهين ببضع الكلمات فالأفكار تُبنى عَبر قانون قوة التكرار ، ختاماً لنا دور كبير في التأثير على الإعلام و الأخبار و المواضيع كوننا نمتلك المنبر و قادرين على جذب ونبذ كل ما نشاهده ، فلا نؤخر دورنا و تأثيرنا ولا نحسب أننا جُرُمٌ صَغير , و بنا أنطوى العالم.

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.