عمرو العامري
بموت الوالد محمد ابراهيم زكري، تفقد قرية القمري ومحافظة ضمد وعائلة الزكري أحد و آخر الرجال الأوفياء البارزين ، رجال الزمن الجميل ، زمن النبل والشهامة والقيم والوفاء.
الرجال الذين عاصروا وواكبوا التحولات في الحياة والعيش والتغيرات التي مر بها المجتمع .
وحقيقة لا أعرف الكثير عن نشأته وتعليمه ، لكني اعرف إنه من الأوائل الذين غادرا مبكرا نحو الحجاز من أجل حياة أفضل ، لكنه ما لبث أن عاد بعد أن تعلم قيادة السيارة وكان ذلك تحولا عظيما في حينه، لندرة السيارات وقيادتها.
ثم عاد ليقود أول سيارة في القمري وأظنها كانت للشيخ إبراهيم زكري أحد رجالات الشيخ القرعاوي رحمه الله ثم كاتب عدل بمحكمة ضمد .
وكنا ونحن طلاب صغارا نظل ننتظره أمام منزله في دارة الشيخ غلفان زكري رحمه الله حتى يخرج بعد صلاة الفجر ثم نركب معه في ذلك الوانيت الأحمر العتيق نحو مدارسنا بمدينة ضمد .
عمل الشيخ الوالد محمد في سلك التعليم حتى تقاعده واستقراره متفرغا لعائلته وأولاده وأحفاده ووجها اجتماعيا بارزا ومحبوبا من كل الأطياف .
كان المرحوم الوالد محمد إبراهيم أنيقا على الدوام، في هيئته وملبسه وحديثه ، ولم أره أبدا إلا وهو بكامل هيبته و وقاره ، وكان بشوشا ضاحكا قريبا من الكل.
ورغم الأوجاع التي داهمته في آخر عمره إلا إنه ظل كما هو محتفظا بذاكرته وذكرياته وأناقته وبشاشته رحمه الله.
وبرحيله اليوم تفقد القمري علما من أعلامها ورجلا لم أسمع عنه إلا كل الخير والحب لكل من عرفه وتعامل معه.
وعزائي اليوم لأولاده وكل أسرته ولي شخصيا بفقد صديق، وللقمري كلها والتي ستنام هذه الليلة حزينة .
ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمدلله على كل حال.