أمل شدّاد المالكي
أخصائية التطوع بجمعية البر بجدة
الخير عقيدة راسخة، وسنة نبوية، ورسالة وطنية تربّى عليها المجتمع السعودي وتعمق في داخله أن العمل الخيري ذو تأثير إيجابي على كافة الأفراد الذين يَعملون فيه.
ومن أهمّ الأمور التي يستهدف العمل الخيري تحقيقها: تفعيل مفاهيم المشاركة بين الناس، والتعاون في تقديم الخير للجميع. كما أنه برسالته الإنسانية يُعد وسيلةً من الوسائل التي تعزز الأواصر الاجتماعية وتسهم في خلق مجتمعات أكثر تماسكاً، حيث تساعد أعمال الخير على تقليل انتشار ظاهرةِ الفقر، وتحافظ على كرامةِ صاحب الحاجة؛ فيتم تقديم المعروف دون طلب أو سؤال.
إن هذا النموذج الحضاري للعمل الخيري وأثره على المشهد الإنساني نجده بحمد الله في مجتمعنا الذي يجسد أبناؤه دائماً دلالات التراحم والتكافل الاجتماعي في أفعالهم الإنسانية متخذين من نبينا محمد صلى عليه وسلم قدوةً، ومن قيادتنا الرشيدة موجهاً ومرشداً لكل خير، حيث لا يخفى على الجميع تلكم العلاقة الوطيدة بين الملك سلمان يحفظه الله والعمل الخيري، إذ حرص، منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، ألا ينقطع عن العمل الخيري، فضلاً عن رعايته المتواصلة لأنشطة القطاع.
لقد حرص الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، على تنمية القطاع الخيري، وحث رجال الأعمال والداعمين على القيام بأدوارهم، ناهيك عن استمرار الإشراف على عدد من الجمعيات والمراكز الخيرية رغم توليه يحفظه الله المناصب الأخرى.
ومن خلال رصد أبرز كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال استقباله المسؤولين عن القطاع الخيري، أو رعايته لمناسبات الجمعيات الخيرية، يتجلى حرصه على أهمية القطاع، وتوصيته الدائمة به، ولعل ذلك يتضح في حرصه يحفظه الله على رعاية الأيتام ومرضى الكلى وبناء المساكن للمحتاجين ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
ونستحضر هنا إحدى العبارات الخالدة التي قالها خادم الحرمين الشريفين خلال حفل الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالرياض: “نحن دولة ترعى اليتيم والفقير والمحتاج، والعملُ الخيري هو من ركائز مجتمعنا”، لأن “الرحمة والرأفة والتعاون بين البشر هي من أسس ديننا”.
كما لا يخفى على الجميع الدور الريادي لمملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية في الأعمال الإنسانية وسعيها الدؤوب الى ترسيخ قيم الخير للبشرية جمعاء امتداداً لدورها الإنساني ورسالتها العالمية، التي رسخت من خلالها مكانتها وحضورها القوي والتزامها بالعمل الإنساني عبر حزمة كبيرة من البرامج والمساعدات الإغاثية التي امتدت الى كل مكان بعيداً عن الحسابات السياسية.
وفي هذا اليوم العالمي يجدر بنا ان نستعرض جزءاً من الجهود المميزة التي تقدمها منظمات القطاع غير الربحي في الجوانب الإنسانية من خلال البرامج الاجتماعية التي تستهدف بناء الإنسان وتنمية المكان..
ونذكر هنا الدور المميز لجمعية البر بجدة التي قدمت ومازالت تقدم برامج ملهمة ومشاريع مميزة لخدمة الأيتام والأسر محدودة الدخل ومرضى الفشل الكلوي، في ظل حرصها على تمكين واستدامة العمل الخيري.
ختاماً: نستحضر قول الشاعر:
صنعُ الجميلِ وفعلُ الخير إن أُثِرا أبقى وأحمدُ أعمالِ الفتى أَثراً
بل لستُ أفهمُ معنىً للحياة سوى عن الضعيفِ وإنقاذِ الذي عثرا