بقلم / خالد بن محمد الفريجي
إن ابتسم لك القدر يوماُ ووطأت قدميك أرض طريف ستشعر بشعور الارتياح ويتسلل لقلبك إحساس غريب يقودك للاعتقاد بأنك قد مررت بها ذات يوم.
تتملكك راحة نفس, وتداعب روحك نسائم الهدوء , والصفاء ,والهواء النقي .
إنها المدينة القابعة على أعظم كنوز الوطن وبوابة الغرب ومحط رحال هواة القنص والاستمتاع بصحرائها البكر .
ربما ستتفاجأ بتاريخها العريق وحظوتها في جسد الوطن فبوابتها البرية ( منفذ الدميثا) ذات تفرد بميلادها كأول منفذ بري للمملكة فعاشت دون غيرها الكثير من صور الانفتاح والحضارة قبل أن يصل ذلك لمدن لطالما كانت مبتهجة بحجمها مثل (جده والرياض ) فملاعب الجولف وكرة التنس الأرضي والوجبات السريعة والآيس كريم والسينما كانت مظاهر معتادة في تلك المدينة الصغيرة بحجمها والكبيرة بسبقها.
اخترقها أنبوب التابلاين في آوائل الستينات متسللا لوجهته الأخيرة إلى مدينة صور اللبنانية لتكون مدينة طريف هي آخر مدينة تودعه في رحلته الخارجية .
كم هو جميل ذلك الزائر الوفي المتوشح بردائه الأبيض وهو يعانق شتاء المدينة في كل شتاء قارس البرودة .
كل هذا التاريخ المفعم بالفخامة صنع الانفتاح والثقافة في تلك الأجيال التي تعاقبت على سكنى هذه البقعة المميزة من الوطن وتمازجت أرواحهم مع هواء مدينتهم العليل .
في كل عام تبتهج تلك المدينة بمهرجانات صقور وصيد لتضفي عطرها على كل زائر ليشتاق إلى عناقها دون وجل .
ربما ستجد هذه المدينة الحالمة التفاتة رضا من هيئة السياحة لتحقق حلمها في احتضان منتجعات شتوية سيبيرية الأجواء لتحقق رغبة كل عاشقيها للاستمتاع بشتائها الجليدي .
كم مرة تباهت بأنها بنت الطبيعة وحضن البيئة وما تسميتها بشجر الطرفاء إلا دليلاً على صدق حميميتها. وما أجمل سعادتها وهي قد حظيت بجوارمحمية الملك سلمان ذات الامتداد الكبير المتربع على أعظم محميات المملكة فصانت حق الجوار وعانقت سماء الفرح بتلك الحظوة.
كلما قلبت صفحات التاريخ وجدت السبق لها في كل شيئ فسماؤها شاهد ذات يوم على رحلات دولية ربطتها بالجوار لتكون من اوائل المطارات الدولية في مملكتنا الحبيبة .
كم هي مفعمة بالحياة مدينة الاتجاهات الأربعة ..طريف
طريف المكان طريف الإنسان طريف التاريخ والجغرافيا
مدينة المنشأ والإنجازات
صورة معبرة لوطن كبير في المقدمة ويتقدم
حفظ الله بلادي بأناسها الأخيار وثرواتها وأمنها وقادتها المخلصين
وشكرا للكاتب على إبداعه الحرفي وتجسيد المعنى بعمق وبهاء