مهلته انتهت أمس سفير فرنسا “متحصن” في النيجر ولم يغادر.. ماكرون سفيرنا سيبقى والسيناريوهات كثيرة

متابعة وتحليل: عبدالله الحكمي

وسط تجاذبات بين المجلس العسكري في النيجر وبين فرنسا ، تم إلغاء أوراق اعتماد السفير الفرنسي في النيجر بعد أن تم غمهاله عدة ساعات، إلا أن باريس عاندت وأبقت على السفير ولم يغادر، إلا انه فقد صفته الدبلوماسية وأصبح رجل عادي في نظر القانون بالنيجر .
الفرنسيين ( وهم المؤيدين للرئيس المخلوع با زوم ) لم يمتثلوا للأوامر العسكرية من العسكر في النيجر وصرحوا على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن السفير سيبقى في النيجر رغم كل شي ورغم أنه مطرود .

وفرنسا يبدو أنها في طريقها لفقد مصدر اقتصادي مهم جدا، فالانقلاب العسكري من الأساس لا يمثل حدثا عاديا بالنسبة لفرنسا، حيث كان الرئيس الذي أزاحه العسكريون، محمد بازوم، حليفا قويا لها وشريكا اقتصاديا قويا، ويعد من بين آخر القادة الموالين لها في منطقة الساحل الأفريقي.
فقد تمت الإطاحة بالرئيس بازوم في 26 من يوليو الماضي من قبل قوات الحرس الرئاسي بقيادة الجنرال عبدالرحمن تشياني، وبعدها بدأ العداء تجاه باريس.
ومع انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي منحها المجلس العسكري الذي أعلن أواخر الشهر الماضي سيطرته على السلطة وعزل الرئيس محمد بازوم، إلى السفير الفرنسي سيلفان ايتي لمغادرة البلاد، يلف الغموض مصيره.حتى الآن رغم أن المعلومات ذكرت أنه متحصن داخل سفارة بلاده في بنيامي رغم المظاهرات التي طوقت السفارة ورغم انتهاء المهلة الممنوحة له للمغادرة ،
وحسب مصادر إعلامية فإنه يتحصن داخل السفارة الفرنسية في بنيامي عاصمة النيجر مع حوالي 20 شخصا فرنسيا مدنيا ومعهم عناصر من القوات الفرنسية الخاصة.
كما أن في النيجر قوات فرنسية في قاعدة عسكرية فرنسية كبيرة تضم عددا من الطائرات والعتاد والجنود الذي يبلغ عددهم حوالي 1500 جندي .
وكانت رئاسة المجلس العسكري أكدت أن شعب النيجر سيستمر في التعبئة لدفع السفير إلى المغادرة وانسحاب كافة القوات الفرنسية من النيجر ،
ومنذ الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر تنامى العداء تجاه باريس، لاسيما بعد تشجيع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالتدخل عسكرياً من أجل إعادة السلطة إلى بازوم الحليف المقرب من باريس .

وكان محيط السفارة شهد أمس الاول واستمر غلى الأمس احتجاجات عارمة مطالبة برحيل السفير ومغادرة الفرنسيين البلاد.
ولباريس مصالح اقتصادية كبيرة في النيجر بعدما فقدت الكثير في دول افريقية اخرى، ولذلك هي تتشبث بالبقاء ، فالنيجر شريك مميز لباريس في غرب إفريقيا، بعد طرد قواتها من مالي المجاورة عام 2022.
فالفرنسيون إذا تم طردهم من النيجر فإنها خسارة كبيرة لهم لأن النيجر أكبر مورد لليورانيوم إلى فرنسا ، الطاقة في فرنسا ستتاثر كثيرا لأن اعتمادهم كان على اليورانيوم من النيجر .
وربما الساعات القادمة تشهد الكثير من التطورات فهناك سيناريوهات مختلفة ربما يحدث أحدها ،
ربما تذعن فرنسا وتجلي سفيرها ورعاياها ، وتسحب قواتها، أو يتم طردهم بالقوة من قبل الجيش في النيجر ،
أو أن تتدخل فرنسا عسكريا لإنقاذ اقتصادها وسفيرها وإعادة بازوم للسلطة، ( هذا السيناريو مستبعد لأنه قد يفتح على فرنسا مشاكل لا حصر لها ،، وهي كانت تعول على دول غرب إفريقيا “إيكواس” إلى التدخل في النيجر “عسكريا” وهي تساندهم ولكن يبدو أنهم لم ينفذوا رغبة باريس نظرا لعلمهم أن تكاليف الحرب ستكون باهظة جدا بشريا واقتصاديا وامنيا ).
أو أن تحدث وساطات من هنا وهناك وتنهي الأزمة في النيجر بأي شكل كان .
ولازال هناك أحداث متسارعة في الطريق خلال اأايام القادمة.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

نفق الزمن ….

روافد : ساره حسان الاركي رحلة عبر التاريخ في أعماق الأرض بين الأردن وسوريا ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.