بقلم : وداد بخيت الجهني ـ المدينة المنورة
لانريدحباً؛ ما نريده فقط هو الابتعاد عن ضجيج العواطف، نريد السلام، والهدوء، والأمان الروحي؛ عندما حاولتم فرض مشاعركم علينا، وإرغامنا على حياة لانريدها، عندما قابلتم قرراتنا بالرفض، والانتقاص لمجرد أنها لا تروق لكم، ورغبتم أن تكونوا أسياد مصيرنا ، وعندما تجاهلتم مشاعرنا و أردتم أن نُؤسس بيوت تعيسه حتى ننال رضاكم، ونكون طوع أمركم، فكركم الخاطئ الذي توارثتوه بغباء مفرط” القريب أولى من الغريب” متناسين أن لنا حقوق تُعطى ولا تُسلب، وأن قلوبنا ليست عقد احتكار، ولا عقد ملكية ينتقل للورثة، فقلوبنا ليست بأيدينا فهي أرواح جنود مجندة، فمن حق قلوبنا، ومشاعرنا،أن تأخذ صوتها “فلا إكراه في الحب” فالعباس يقول أنا لم أُرزق مودتكم ، إنما للعبد ما رُزقا.
صدقنا في مشاعرنا لايعني بالضرورة التعبير عن مشاعر الكراهية، نعلم أنكم تسعون نحو قلوبنا ولكن بالقوة، والإجبار، غير مدركين أن من يُحب لايَمسك سكيناً ليطعن ولا حبلاً ليخنق ، فالحب مشاعر صادقة تُنسيك العالم بكل مافيه من متاعب وأهوال، الحب مشاعر دافئة تجعلك ترتمي في أحضان من تحب دون أن تهمس بحرف،. الحب هو اليد التي تقبض على ساعدك، وتعيدك للوقوف، هو الحضن الذي يحنو عليك مودة، ويدنو رحمة ، هو الثقة التي لاتهزها عواصف الدنيا هو أحاسيس مرهفة صادقة تذيب جبل الثلج بداخلك.
الحب الحقيقي أن تمتص حزن من تُحب وتمتلئ به ثم تحمل عنه مالا يستطيع حمله من متاعب الحياة ؛ لأنه سوف يؤدي إلى شراكة وقودها طاعة الله، والاحترام المتبادل.
إذا فلا تلومونا عندما نُصرح بأنا لسنا لكم، ولا تغضبوا لأنه حقنا، ولقلوبنا ما تهوى، ولا سلطة لكم على إرادتنا. (فلا تجبرونا على اعتناق أرواحكم فلا إكراه في الحب) لأن الحب سلام، وثقة، وأمان وكما وصفه الرحمن “وجعلنا بينكم مودة ورحمة”.