بمشاركة رائدي الفضاء برناوي والقرني .. المهمة العلمية للمملكة تنطلق نحو محطة الفضاء الدولية

د. وسيلة محمود الحلبي

انطلقت المهمة العلمية للمملكة العربية السعودية نحو محطة الفضاء الدولية (ISS)، أمس الأحد، الساعة 00:37 (بتوقيت مكة المكرمة)، والتي تضمّ على متنها أربعة رواد فضاء من بينهم رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني، لإجراء تجارب بحثية علمية تخدم البشرية.

وأوضحت الهيئة السعودية للفضاء، أن رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلى القرني، يتمتعان بجاهزية تامة لتنفيذ مهمتهم في محطة الفضاء الدولية، حيث سيجريان 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى تتضمّن ثلاث تجارب تعليمية توعوية، وتهدف للتوصل لنتائج علمية مهمة، تسهم في تعزيز تطور برنامج الفضاء السعودي وتُحقق طموحات المملكة ومستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال الفضاء.

ولفتت الهيئة إلى أنها تتابع عن كثب مراحل الرحلة الفضائية، وذلك من خلال مركز عمليات يضم فريقا مختصا في برنامج رواد الفضاء، يدعم رائدي الفضاء السعوديين في مهمتهم منذ الانطلاق وحتى الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، وطوال مدة الرحلة.

وبينت الهيئة أنه سبق عملية الإطلاق إلى محطة الفضاء الدولية قيام وكالة «ناسا» والوكالات الأخرى، بمراجعة شاملة للتأكد من التفاصيل الفنية والتقنية الخاصة بعملية الإطلاق، حيث تبيّن من خلالها الجاهزية التامة لرائدي الفضاء والتكيّف مع بيئة الفضاء.

وأشارت الهيئة، إلى الخطوات التي سبقت انطلاق الرحلة الفضائية وانتقال رائدي الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني وطاقم المهمة إلى قاعدة الإطلاق في “كيب كانافيرال” في مجمع كينيدي للفضاء، للدخول في فترة العزل الصحي والتي امتدت نحو أسبوعين بنجاح؛ لتفادي الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق، ومنع وصول أي بكتيريا إلى المركبة الفضائية «دراجون 2»، وإلى محطة الفضاء الدولية، وقد خضع رواد المهمة خلال هذه الفترة لتدريبات يومية وتجهيزات بدنية واختبارات طبية متواصلة.

وكانت المركبة الفضائية “دراجون2” التابعة لشركة تقنيات استكشاف الفضاء “سبيس إكس” قد أقلعت من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، على متن صاروخ “فالكون9” ومن منصة الإطلاق في “كيب كنافيرال” بـ “ولاية فلوريدا”.

ويرتقب بعد الإطلاق الناجح أن تنفصل المركبة الفضائية “دراجون 2″، لتأخذ مسارها نحو الالتحام بمحطة الفضاء الدولية، حيث يقوم طاقم مراقبة المهمة في “هوثورن” بكاليفورنيا بتوجيهها حتى اكتمال عملية الالتحام خلال 16 ساعة بعد الإطلاق، فيما جرى تصميم المركبة لترسو بشكل مستقل وآلي إلى المحطة الدولية، مع إمكانية قيام الطاقم بالمهمة إذا تطلب الأمر.

ومن المنتظر عند التحام المركبة “دراجون 2” بمحطة الفضاء الدولية أن تصبح رائدة الفضاء ريانة برناوي أول امرأة سعودية تحلق نحو الفضاء، مما سيجعل المملكة العربية السعودية أول دولة عربية تشارك منها امرأة في مهمة علمية في الفضاء، فيما سيعد علي القرني أول رائد فضاء سعودي يصل لمحطة الفضاء الدولية.

ومنذ وصول طاقم المهمة إلى منصة الإطلاق، جرت الاستعدادات الأخيرة قبل الإطلاق، والتي تضمنت ارتداء الطاقم بدلة الفضاء الخاصة بالمهمة، وإجراء محاكاة دقيقة لعملية الإطلاق، ثم التوجه نحو الصاروخ «فالكون 9»، حيث أخذ كل منهم مكانه المخصص داخل المركبة الفضائية «دراجون 2»، لتبدأ عملية الإطلاق، وتوصيل الرائدين بأجهزة دعم الحياة لحين الوصول إلى منطقة الجاذبية الصغرى.

ويأتي هذا الإطلاق ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، والذي يهدف لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في إجراء التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، وهو ما ينعكس إيجاباً على مستقبل الصناعة والوطن، وزيادة اهتمام الخريجين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري، من خلال جذب المواهب وتطوير المهارات اللازمة، وهو ما يعزّز دور المملكة في تطوير قطاع الفضاء، وأن تصبح جزءا مهما من المجتمع العالمي في بحوث علوم الفضاء واستثمار تلك البحوث في خدمة البشرية.

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية توقع مذكرة تفاهم مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالأردن

  د. وسيلة محمود الحلبي وقعت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية اليوم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.