مدار الأفكار

بقلم : عبدالعزيز الفدغوش

*وداعاً شهر الخير *

يقول الشاعر العربي :

ترحَّلت يا شهرَ الصيامِ بصومِنا

وقـدْ كنتَ أنواراً بكلِّ مكانِ

عليكَ سلامُ الله كن شاهداً لنا

بخـيرٍ رعاكَ الله مِنْ رمـضانِ

إن النفوس المؤمنة والقلوب الطاهرة تتوق كل عام إلى لقاء شهر رمضان المبارك، شهر العبادة والسعادة فتشتاق لصيام أيامه وقيام لياليه فهو من مواسم الطاعات وفيه تتضاعف الأجور وترفع الدرجات، وبالرغم من كونه شهرا كاملا إلا أن الله سبحانه قد وصفه بأنه (أيام معدودة ) قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 183، 184]، فهو مجرد أيام تمضي مسرعة مما يوجب صيامه وحسن استغلال ما فيه ، وفي التبصرة يقول ابن الجوزي في وداع رمضان: (إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومنْ فَرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام، فاستغنموا منه ما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلاّم، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام،  فبالأمس القريب أدركنا بفضل الله ومنّته شهر رمضان النعمة الربانية والمنحة الإلهية فقد استقبلنا شهر الخير والإحسان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وتحفزت الهمم ونشطت العزائم ابتغاء للأجر والثواب ،وها هي أيامه تمضي، ولياليه ترحل! فما أسرع مرور الليالي والأيام وتتابع الشهور والأعوام، فوداعا شهر الصبر والاصطبار والعتق من النار، شهر الحسنات وتحقيق الأمنيات، اللهم تقبل من الصائمين والقائمين والراكعين الساجدين في شهر الرحمة والإحسان أعاده الله على المؤمنين والمؤمنات بالخير والغفران والبركات ربنا استودعناك رمضان فلا تجعله آخر عهدنا .

وداع يا الشهر الفضـيل رمضـاني

شهر العبادة والسعادة والإحسان

شهـر الصيـام اللي نفل بالمعاني

شهر التواصـل والتراحم والإيمان

شـهر التقاء وتحقـيق كلّ الأماني

وبه ليلةٍ عن ألـف شــهر ٍ بحسبان

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.