“عزل ترامب”.. مضت مرحلة وبقيت خطوات لها سيناريو وتفاصيل!

 

بعد المرحلة الأولى من إجراءات عزل الرئيس الأمريكي، والتي تمثلت في تصويت مجلس النواب لصالح محاسبته؛ يتطلب استكمال العمليةُ عددًا من الخطوات على صعيد مجلس الشيوخ، حسب الدستور الأمريكي.

فبمجرد انتهاء التصويت في مجلس النواب على قرار العزل، يمكن لرئيسة المجلس نانسي بيلوسي إحالة اللائحة إلى مجلس الشيوخ على الفور، أو يمكنها الانتظار لفترة وقيام بيلوسي بتعيين تسعة مديرين لعملية العزل لمرافعة القضية ضد ترامب في محاكمة مجلس الشيوخ، مما يوحي بأنها لن تتأخر في إحالة الوثائق إلى الشيوخ.

 

ومع إتمام هذه الخطوة التي تجري عادة من خلال المسيرة الرسمية من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ؛ يتعين على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ أن يبدأ عملية المحاكمة؛ حيث يقوم المجلس بمراجعة ملف الاتهامات النيابية والاستماع إلى الحجج القانونية، ليواجه الشخص المعنيّ بالعزل المحاكمة والعقوبة المحتملة.

 

ووفقًا للدستور الأمريكي؛ فإن “لمجلس الشيوخ وحده سلطة في إجراء المحاكمة في كل لائحة الاتهام النيابي. وعندما يجتمع مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه باليمين أو بالإقرار. وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس المحكمة العليا الجلسات”.

 

وينص الدستور على أنه “لا يجوز إدانة أي شخص دون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين، ولا تتعدى الأحكام في حالات الاتهام النيابي حد العزل من المنصب، ومنع تولي وشغل منصب شرفي أو يقتضي ثقة أو يُدر ربحًا في الولايات المتحدة؛ ولكن الشخص المُدان يبقى مع ذلك مسؤولًا وخاضعًا للاتهام والمحاكمة والحكم عليه ومعاقبته وفقًا للقانون”.

 

وهناك فترات زمنية محددة للمرافعات والردود عليها، وجميع أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ التي تُعرض على مجلس النواب ومحامي ترامب؛ يجب أن تقدم كتابة وتتلى من قِبَل رئيس القضاة.

 

ومن غير المعروف -حتى الآن- متى يمكن أن تبدأ المحاكمة، بعدما أوضح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أنه لن يعود أعضاء مجلس الشيوخ حتى اليوم الأخير من ولاية ترامب وهو 19 من يناير، على أحسن تقدير.

 

ومن المؤكد أن المحاكمة لا يمكن أن تنجز في يوم؛ بل ربما تمتد لأسابيع؛ لذلك من الناحية العملية؛ لا يمكن بدء المحاكمة إلا بعد تنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن، في العشرين من يناير.

 

ما جدوى محاكمة رئيس سابق؟

 

رغم أن الهدف من إجراءات العزل قد تقوم على إزاحة الرئيس الأمريكي من منصبه في حال إدانته من قِبَل مجلس الشيوخ؛ إلا أنه بإمكان المجلس عقد تصويت آخر للمطالبة بعدم ترشح الرئيس الأمريكي مجددًا.

 

وكان ترامب قد أعلن نيته الترشح مجددًا للرئاسة في انتخابات عام 2024، ومن الممكن أن تحول إدانة ترامب دون حصوله على بعض مخصصات ما بعد الرئاسة، مثل المعاش التقاعدي؛ وفقًا لـ”سي إن إن”.

 

ما الذي يختلف هذه المرة عن المحاكمة السابقة؟

 

جاءت المحاكمة الأولى لترامب والتي كانت متعلقة بتعاملات ترامب مع رئيس أوكرانيا، بعد تحقيق مطول والاستماع إلى شهادات عدد من المسؤولين الحكوميين. وبينما انتقد الديمقراطيون بالإجماع تصرفات ترامب واتهموه بإساءة استخدام السلطة؛ فإن الاتهامات تطلبت تحقيقًا في شبكة معقدة من الأدلة.

 

هذه المرة، يرى الديمقراطيون أنه ليست هناك حاجة كبيرة لإجراء تحقيق؛ حيث إنه تم اقتحام مبنى الكابيتول على الهواء مباشرة، وكان معظم أعضاء الكونجرس في المبنى أثناء الواقعة.

 

والمحاكمة السابقة أيدها سيناتور جمهوري واحد فقط، هو ميت رومني؛ لكن العدد تنامى هذه المرة، ودعا بعض الجمهوريين، بينهم السناتور عن بنسلفانيا بات تومي والسناتورة عن ألاسكا ليزا موركوفسكي، ترامب للاستقالة.

 

شيء آخر يجب وضعه في الاعتبار، وهو أن السيناتور تشاك تشومر سيصبح زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، بمجرد المصادقة على فوز عضوي مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن جورجيا جون أوسوف ورافايل ووارنوك، في الانتخابات النصفية بالولاية.

 

لكن مع ذلك، من السابق لأوانه تأكيد تصويت الجمهوريين في المجلس لصالح إقالة ترامب؛ إذ يحتاج مجلس الشيوخ إلى أصوات الثلثين لإدانة ترامب، أي 67 صوتًا من إجمالي الـ100 صوت بالمجلس.

 

وشهد تاريخ أمريكا ثلاث محاكمات رئاسية، كانت ضد الرئيس أندرو جونسون، ونجا منها بفارق صوت واحد، وبيل كلينتون الذي تمت تبرئته، إلى ترامب في محاكمته الأولى.

عن رحاب محمد

شاهد أيضاً

جمعية كرم بالشراكة مع جمعية قيم الهدى يقيمان حفل حكيها

جدة – نجود النهدي أقامت مساء الأمس بتاريخ ١٠ – ١١ – ٢٠٢٤ م جمعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.