المعلم المبدع إشعاع نور ومفتاح المعرفة ومربي الأجيال

 

بقلم/ د. وسيلة محمود الحلبي*

 

يعتبر التعليم من أشرف المهن، والمعلمون لا بدّ أن يكونوا أصحاب مبادئ وأخلاقيات ثابتة لا تتغير مدى الحياة، لأن العلم له رسالة واضحة تتمثل في أن إخرِاجَ الأمة من ظلمات الجهل إلى نور العلم، وتربية الأجيال على احترام العلم واحترام من يعلِّمه.

إن المعلم المبدع ….هو اللبنة الأساسية في بناء حضارات الأمم، ورسم ملامح التقدم  في البلاد ، ولذلك فأهمية المعلم تأتي كونه مربياً للأجيال، ومسلحهم بالعلم النافع ليصبحوا بناة الوطن ورجال المستقبل.

والقيادة العلمية لا تقل في أهميتها عن القيادة العسكرية، أو السياسية، أو الاقتصادية. فالمعلم هو الذي يُخرّج القيادات ويصنعها، ويصيغ بنيتها الأولية عند النشء. وهو الوحيد الذي يحمل هم الرسالة السامية باعتباره رسول نقل العلم وتعليمه، وهو المربي الذي تخرج الأجيال من تحت يديه لتكون مؤهلةً لقيادة المستقبل.

فهو الذي يخرج الطبيب، والمهندس، والمعلم، وغيرهم، والمعلم أساس التنمية والنهضة، وبدونه لا يمكن أن يتقدم وطن، أو ترتقي أمة، فهو الوحيد القادر على استيعاب كافة التيارات، وصهرها بالعلم والثقافة والمعرفة، وهو المحرك الرئيس للعمليّة التعليميّة، وأحد أهم الركائز والمقومات التي تحدد درجة نجاحها أو فشلها.

والمعلم المبدع هو المنوط به كسر كافة نمط التعليم التقليدي من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة، والتطبيقات الحديثة لمزيدٍ من تنشيط للعملية التعليمية لتصبح أكثر يسرًا وسهولة.

وان مهنة التعليم هي الأصعب على الإطلاق، فالتعليم يحوي جهدًا مبذولًا ذهنيًا وبدنيًا ونفسيًا، لذلك ليس عجباً أن تعطي الدول المتقدمة أهميةً كبرى للمعلم، تفوق كل المهن.

فجميع المهن يمكنها أن تدفن أخطاءها بشتى الطرق ، لكن خطأ المعلم يسير على الأرض. فالمعلم شمعة تُضيء كل يوم، وتحترق من أجل إشعاع النور لطلابه لبناء الأوطان، وهنا تبدو أهمية الاعتراف بجميله، والوقوف بجانبه، ومعرفة فضله وإن أهمية احترامنا للتربية وتقديرنا لمكانتها تأتي من احترامنا لمكانة المعلّم، الذي يسعى إلى تقديم كوادر نافعة للوطن.

إن تحفيز المعلّم لا يقل أهميةً عن تحفيز الطالب لذا ينبغي عدم إغفال هذا الجانب، بما يهيئ له البيئة الموائمة ليبدع في تحقيق رسالته التربوية.

لذا يترتب علينا جميعا احترام المعلم وتقديره وشكره لإخلاصه وعطائه اللا محدود في سبيل رفعة، ومستقبل أبنائنا ،وبناتنا الطلاب ،والطالبات.

وبدوري وحيث كنت معلمة سابقا لمدة ثلاثة عشر عاما مضت فإنني أرفع القبعة لكل مدير يقوم بمسؤولياته كاملة ويعطي المعلمين حقوقهم ولا يضيعها.

أرفع القبعة لكل معلم مخلص ومتفاني في العطاء دون كلل أو ملل أو تسيب لتحقيق الأمنيات في خلق جيل متعلم، ومثقف، وذكي ومتميز.

أرفع القبعة لكل طالب وطالبة يحترمون معلميهم ويحترمونهم ويدعون لهم في ظهر الغيب ويعطون الدراسة حقها من الوقت والتنظيم بعيدا عن اللهو واللعب وتضييع الوقت فيما لا يفيد. وأرفع القبعة لكل أسرة تهتم بالتعليم وتتعاون مع المدرسة وتسأل عن كل صغيرة وكبيرة في سبيل المصلحة العامة والارتقاء بعملية التعليم وبناء الأجيال وتحقيق الأهداف المرجوة في التفوق والتميز والنجاح.

 

وفي الختام أردد قول الشاعر:

قم للمعلم وفه التبجيلا ………. كاد المعلم أن يكون رسولا

 

·      معلمة سابقا

·      سفيرة الإعلام العربي

*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين

*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.