بقلم : الدكتورة أنيسة فخرو
الأمسية التي دعاني إليها مركز كانو الثقافي مشكورا وقدمت فيها نماذج من الحكايات والأمثال الشعبية يوم الثلاثاء الموافق ٦ سبتمبر، كان الحضور فيها مميز جدا، والمشاركات والمناقشات والمداخلات جميلة ومفيدة، وكانت أهم التساؤلات هي:
كيف نحافظ على تراثنا وموروثنا من الضياع ؟ وكيف يصل هذا الموروث إلى الشباب والأجيال الحالية والقادمة ؟
وحفاظا على تراثنا وموروثنا من الضياع في خضم المتغيرات المرعبة، نقترح الخطوات التالية:
أولا:
صدور توجيهات وقرارات سياسية للحفاظ على الموروث.
ثانيا: تعميم هذه التوجيهات إلى السلطة التنفيذية الممثلة في جميع الوزارات والهيئات الحكومية.
ثالثا: وضع خطة استراتيجية لتنفيذ تلك التوجهات.
رابعا: مشاركة المؤسسات الخاصة والأهلية في تنفيذ تلك الخطة، ومشاركة كل فرد في موقع اتخاذ القرار.
خامسا: تكفل جهة متخصصة في الاهتمام بالموروث الشعبي، لمتابعة المخزون التراثي في مختلف المجالات عند كبار السن، لحفظه وتوثيقه.
ونعتقد أن العديد من الجهات الرسمية يقع عليها تحمل العبء الأكثر من غيرها، مثل وزارات التربية والإعلام والثقافة والسياحة والبلديات،
ودور التربية يتمثل بوضع المناهج والمقررات المدرسية والجامعية التي تعزز المحافظة على الموروث في مختلف المجالات، مثل الحكايات والامثال والفن والموسيقى والعادات والتقاليد والمهن الشعبية، وصولا إلى الشعر والمعمار الشعبي .
كما نرى بإن من أهم الوزارات هو دور وزارة الإعلام في الحفاظ على التراث والموروث، ويرحمه الله وزير الاعلام الأسبق طارق المؤيد على عهده أنتج تلفزيون البحرين الروائع، مثل البيت العود ونيران وفرجان لول ، وفي عهده دخلت الدراما البحرينية كل بيت ليستمتع بها الكبير والصغير.
فمثلا لماذا لا يتم إعداد ٣٠ حلقة تلفزيونية من الحكايات الشعبية لتقديمها في رمضان؟ ولماذا لا يتم إعداد برنامج الالغاز والامثال الشعبية؟ لماذا لا نعمل على ايجاد مجمعات تراثية في مختلف الاحياء الشعبية؟ وبالأخص في المدن الرئيسة كالمنامة والمحرق، كما فعلت مختلف الدول العربية مثل الإمارات والكويت وسلطنة عمان وغيرها.
من المهم الوصول إلى الجيل الجديد من خلال التكنولوجيا الحديثة والبرامج الإلكترونية المختلفة.
إن الحفاظ على الموروث يعني المحافظة على الانتماء والهوية الوطنية. فهل يمكن تطبيق المقترحات المذكورة على أرض الواقع؟
والله من وراء القصد.