الإعلام و موكب الأقزام

بقلم / إبراهيم طالب الأحمدي
يرقص الإعلام على أنغام رجل من الحاضرة يعشق شادية وفادية وهي بالأصل شدة وفدوة صاغها كلحن اعتاد على ترديده وهو يهش بأنامله على قطيع الأحلام بريشة نزعها من جنح الظلام فلا هديل يسمع ولا ينام الحمام. لا يؤمن بأن لكل مقام مقال ،و له في كل مكان مكان وله كل الأزمان ناطق بكل لغات العالم وهو العاشق الحالم مكتمل المعالم مقاتل مسالم له الصدر دون العالمين أو القبر يمشي في الأرض مرحاً في موكب الأقزام في العتمة في الصباح يقتات الفتوى في المحرم والمباح..
“هناك من يطيب له الحديث وهناك من يتحدث لمجرد الحديث ويبقى النداء مجرداً من أي شيء حتى التحديث، تغلفه الرتابة وترسم تجاعيد بؤسه أشباه الكتابة..
عندما لا تخرج الحروف عن المألوف ويكون الغد لغده قريب وليس لناظره علاقة بالوجود،،
المداخل كثيرة والمخارج خلف شاشة وأنامل.. بدائية نكتب بها وحماقة نهتف لها واندفاع نحو التبرير لمجرد التحرير..
حاولت أن أضع إطاراً يشبع فضولي لصورة واقعنا الإعلامي بكل حيادية وموضوعية واصنع للحرف مذاقاً غير الذي ألفناه يغطي فراغ الثقافة التي رسبها (إعلامنا) ان امتدحته و (آلامنا) اذا انصفته..
بالأمس القريب كنا نئن تحت وطأة الكبت الإعلامي ونبحث عن وسيلة لتفريغ الشحنات الزائفة واليوم تبدل كل شيء في عالم من الخيال والجمال مازلنا نحبو معه مكابرين على عمق الهوة والفجوة وقد تلونت حبالنا الصوتية بانتماءات وتصنيفات ووصاية ، متناسين أن الاعلام فن وسلاح والحماقة أيضا فن وثغرات وعثرات وعبارات قومية وعبرات ابتدعها الذين ملأوا أوقاتهم جهلاً او ربما حقداً. لماذا؟!
لأنهم على يقين تام بأن هناك ترسبات سوف تنتقم لغبائها وتتهافت على الاتصال ونشر غسيل أفكارهم التي يزعمون إنها الأصح متفاخرين أو متناقضين وربما قاصرين..
الكل يكتب والقليل يبقى والحرف يظل حرفاً إن لم يصنع لنفسه وطن وسط استعمار الكلمات وعوداً على ذي بدء نغوص في هيكلة الإنسان السعودي وله الجزء الأكبر من مشروع أقلامنا والرغبة الدائمة لزيادة آلامنا..ننادي..نناشد..نتوسل الصبر. ونهتف بجنون وفي النهاية نبقى وحيدين لأن ثقافة الأنا تجاوزت حدود المعقول بكثير ولأن الوعي هو المسؤول الأول عن التثقيف الذاتي مع كل تلك التشعبات التي نتشدق بها ونحن بعيدين كل البعد عن معرفتها ونتوهم أننا نسير في الطريق الصحيح..
نعيش في وسط إعلامي عفوي غير أكاديمي هدف الغالبية إرضاء حزب القراء أو ( الشبكة ) ولا غرابة في ذلك إن تخطينا صلاحية اجتهاداتنا نحن الباحثين عن وجود لصدى صرير أقلامنا على أقل تقدير ونظرنا الى عشوائية صناعة إعلام ومحتوى مؤثر فاعل وليس ردة فعل..
هناك ثقافة وكفاءة وحضارة تحتاج لتغيير بوصلة الإعلام خارج الحدود ولأبعد مدى وبأقوى صدى بكل لغات التأثير في الإعلام الذي ظل يحاول بميزانيات فلكية وبكل الوسائل ولايزال مثل النادبات على قبور مشاريع وأحلام واستخدام الأقزام والمتردية والنطيحة من الأقلام يقرأون تاريخ العِظام ويدركون أننا خلقنا للأمام ..
ولأننا كذلك علينا أن نعترف وربما نقترف شيئا لا نراه إلا في خانة المدافع عن إعلام موجه وندرك مقاصده ولم نهاجم بعد
من يأمن العقوبة بتاريخ صلاحية لا يمكن تغييره يصبح مستهلك ومستفيد، أضواء وشهرة و مال من العدم بدون عقوبات رادعة تمنعه إن أساء التعامل وغضب العامة فجأة ستجدهم يصفقون له لعدم وجود الدليل والعاطفة هي مرجع من لا مرجع له..
إن التخصص الذي طال انتظاره نقف أمامه اليوم في نهاية الطريق المنحدرة والاتجاه نحو الاختيار والاختبار في واقع لا يقبل الأعذار بعزم وحزم يعيد أمانة القلم وتقبل حرية الرأي المحترم بدون المساس بالخفايا وتفسير النوايا من العدم ولا مسببات الألم بأدبيات وعادات نفاخر بها في كل المحافل وبصوت الإنسان السعودي المسلم أصلنا ثابت وفرعنا في السماء عاش المليك للعلم والوطن

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

تعليق واحد

  1. عبدالباري سيد الذيابي

    لم ارى قزما مثل الكاتب يتسلق وينسى فضل من كان له دورا في ظهوره وعندما ظهر كان مثل الاشباح لاظهور له

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.