” ازرع شجرة لأجلهم”

ومسؤولية الشركات ورجال الأعمال في ضوء رؤية 2030

 

بقلم/ الأمير فيصل بن عبد الرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود*

تعد المحافظة على البيئة من قضايا العصر المهمة ،التي لاقت اهتماما كبيرا من كل الأطراف على مستوى العالم، فهي المكان الذي يعيش فيه الإنسان ، وتشمل البيئة الماء والتربة والهواء، فالاهتمام بالمحافظة عليها وتجنب مسببات التلوث والتي تؤدي إلى تلوثها ، فإعادة صيانة وترميم البيئة أصبح ذا أهمية كبيرة لمختلف فئات المجتمع ، حيث أصبح التوجه نحو حماية البيئة ومحاولة منع التدهور البيئي الناجم عن التلوث ، محط اهتمام المواطن الذي بدأ يقلق على مستقبل حياته، لا بل بدأ يتجه نحو الاهتمام بالبيئة ويبذل الجهود في محاولة تقليل آثاره ، والحد من أخطاره وإزالة أسبابه ، وذلك عن طريق نشر الوعي البيئي بين كافة شرائح المجتمع ، حيث أصبحت مسؤولية اجتماعية وجزء من أخلاقيات الأعمال ضمن المسؤولية المجتمعية للمؤسسات والشركات والجهات الحكومية والجمعيات بالقطاع الثالث.

وانطلاقاً من توجهات ولي العهد  بأن “مبادرة السعودية الخضراء”، و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” ، سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعهما في خارطة طريق ، ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية، وبناءً من رؤية ورسالة لأجلهم والتي تسعى لتحقيق الاندماج والتفاعل الإيجابي، لتعزيز ثقة الأشخاص ذوي الإعاقة بأنفسهم من خلال تنفيذ بعض المبادرات والأنشطة النوعية ، لتنمية مهاراتهم العملية الإبداعية وغرس القيم الاجتماعية نعتزم -بمشيئة الله تعالى- إطلاق مبادرة (ازرع شجرة لأجلهم) بجميع مناطق المملكة العربية السعودية . يشارك فيها جميع فئات المجتمع ، وتقوم على زراعة الأشجار داخل المدن وما حولها بمعدل (2 مليون شتلة) في العام، والتي تهدف ( نحو تبسيط وترسيخ ونشر الثقافة البيئية، نجو مجتمع بيئي نوعي، نحو بناء جسور الثقافة البيئية مع المجتمع بكافة فئاته،                                                                                            نحو تمكين وتطوير جهود العمل البيئي المجتمعي ، من أجل بيئة صحية مستدامة).

وكما عهدنا من حرص القيادة الرشيدة ومن طموحات ولي العهد ، فسموه يطالب اليوم الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم، بمستقبل نظيف وأكثر استدامةً، ونحن مدينون لهم بتقديم ذلك، وبهذا الصدد ستعمل المملكة مع كافة شركائها الدوليين من منظمات ودول لتطوير هاتين المبادرتين، وإنه بصفتنا منتجًا عالميًا رائدًا للنفط ندرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء المقبلة”.

ومبادرة “ازرع شجرة لأجلهم” تأتي تعزيزًا للجهود البيئية القائمة في المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030، نظير رغبة المملكة الجادّة بمواجهة ما عانته من تحديات بيئية تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة ، وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر، وإن جزءاً من جهودها لتعزيز الصحة العامة ، ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين فيها، وغيرها من المبادرات التي بدأت على أرض الواقع ، وحققت نتائج إيجابية ملموسة في الوضع البيئي العام.

وكما يعتبر قطاع رجال الأعمال والشركات، من القطاعات الحيوية في الاقتصاديات المعاصرة، حيث يمارس دورا أساسيا في تسيير شؤون الاقتصاد، وتحريك قطاعاته المتعددة، وتقوية البنية التحتية للاقتصاد الوطني، وهنا لا يمكن لنا إغفال أهمية دور الشركات ورجال الأعمال بدعم “مبادرة ازرع شجرة لأجلهم” حيث يمكنهم المساهمة بالعديد من الاشكال والصور ومنها الدعم المالي المباشر بتبني زراعة الشتلات والمساهمة في زراعة المواقع الفقيرة في غطائها النباتي ، حيث سيسجل الموقع الذي ساهمت فيه هذه الشركات بالزراعة باسمها عبر تطبيق المبادرة .

ونأمل مشاركتنا لدعم لأجلهم والانطلاق من رؤية 2030، حيث أن القطاع الخاص ورجال الأعمال في مملكتنا الغالية هم مواطنون قبل كل شيء، والمساهمة في المبادرات والمشاريع الوطنية هي أنبل ما يمكن تقديمه للوطن للمشاركة ، ورد الجميل والتعبير عن الولاء والانتماء له، إن رجل الأعمال عليهم واجب خدمة الوطن في أي مجال يتاح لهم، والتنمية عادة ترتكز على عدة ركائز منها الجانب الاقتصادي والمشروعات التنموية، وكلما كان رجل الأعمال ناجحاً كان دوره في دعم المبادرات الوطنية قوياً، ونؤكد أن المجتمع يعول على قطاع رجال الأعمال وأن يستثمر خطط وبرامج التنمية بما يعود على الوطن وأبنائه بالفائدة.

إن أهمية دعم رجال المال والأعمال للمبادرات الخيرية التي تطلقها المملكة ، وتوجيه بند من ميزانية شركاتهم ومؤسساتهم لأعمال الخير ، هو واجب وطني يعكس مدى حب المواطن لوطنه وأن تكون هناك استمرارية للعمل الخيري، يورّث من جيل لآخر يورثه الأجداد للآباء ومن ثم الآباء للأبناء، لضمان استدامة العمل الخيري، لما فيه مصلحة الوطن وخدمة المجتمع.

أن كثيراً من رجال الأعمال وأصحاب الشركات، تعوّدوا على القيام بالأعمال الخيرية من دون الإفصاح عن ذلك، وفقاً لتعاليم ديننا الإسلامي ألا تعرف يدك اليسرى ما تنفقه يدك اليمنى، ولكن آن الأوان للإعلان عن تلك المساهمات من أجل تحفيز الآخرين على القيام بالدور ذاته، فتلك المبادرات الإنسانية التنموية ستسهم بـدور فعــال في تمكين وتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال الاهتمام بهم، وتمكين مواهبهم وطاقاتهم الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، حتى يكون لنا معاً دورٌ بارزٌ في بناء مجتمع العطاء والانتماء.

إن تشاركية “لأجلهم” ورجال الأعمال وشركاء النجاح” تجسدها مبادرة بيئية تنموية للغطاء النباتي، ونحن في جمعية لأجلهم لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة ، نتطلع لمزيد من المساهمة من باقي القطاعات من شركات خدمية ومؤسسات حكومية وخاصة ، بالإسهام والدعم المباشر في “مبادرة ازرع شجرة لأجلهم”  فالعائد التنموي للغطاء النباتي ، سيكون أكبر من واقعه الحالي بأضعاف ، وهذا يعني تغير الواقع المناخي في المملكة إلى الأفضل بتوفيق الله تعالى.

 

*  الرئيس التنفيذي بجمعية لأجلهم لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.