الكلمات الترحيبية التي استقبل بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، أخاه سمو أمير دولة قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فور وصوله مطار محافظة العلا، تفاعل معها أبناء الخليج فرحاً بعودة اللحمة الخليجية، وأكدت صفة الكرم التي تتميز بها القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية وتسامحها مع الجميع، كما أكّدت أن السعودية هي الحضن الدافئ والآمن لكل دول الخليج العربية، وكل من تطأ رجله على تراب أرضها سيجد الاحترام والتقدير والترحيب الحار.
وعبارة سمو ولي العهد الترحيبية لأخيه أمير دولة قطر: “ياالله حيّه.. ياالله حيّه.. نوّرت المملكة” التي تم تداولها على نطاق واسع عند نزول أمير قطر من سلم الطائرة عبّرت عن أواصر متينة من المحبة والتقدير بين قيادتين كريمتين مهما كانت الخلافات، وأغاظت تلك الكلمات كل الأعداء الذين يحاولون زرع الفتنة ويخططون لفشل المصالحة الخليجية بين بلدين شقيقين، وطوت عبارة سموه الترحيبية صفحة من الماضي بخلافاتها السياسية، وتراشقاتها الإعلامية، وفتحت صفحة جديدة من الألفة والوئام بعد حصار ومقاطعة دامتا لأكثر من ثلاث سنوات.
ولذلك ضجت المواقع الإلكترونية بتداول تلك العبارة الترحيبية الجميلة استبشاراً بعودة قطر إلى حضن الأم لدول الخليج العربية “السعودية” ونهاية مرحلة الخلاف السياسي إلى الأبد، فلم تكن السعودية حكومةً وشعباً يوماً من الأيام عدواً لأي دولة، ما لم يتدخل أحد في شؤونها الداخلية.
ولم تكن عبارة سموه الترحيبية مجرد كلمة اعتيادية أو حتى عبارة عابرة، وإنما كان لها مدلولاتها العميقة التي تؤكد أن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تصافح من يصافحها، وترحب بمن يَقْدُم إليها بسلام ومحبة، والترحيب تبعه عناقٌ حارٌ بين سمو الأمير محمد بن سلمان، وسمو الشيخ تميم بن حمد كسر بروتوكول هذه القمة في إشارة إلى توديع الخلافات السابقة، وتوطيد لعلاقة متينة بين السعودية وقطر من خلال القمة الخليجية 41، وعودة المياه إلى مجاريها بعد تكدر صفوها، ومد جسوراً جديدة من التواصل بعد القطيعة ومن ذلك الموافقة على فتح الأجواء والحدود الجوية والبرية والبحرية بين الرياض والدوحة وهو ما أسعد أبناء شعبين خليجيين كانا ينتظران هذه اللحظة، لحظة العناق، ونسيان الماضي بخلافاته ومآسيه التي آلمت الأشقاء في قطر.
ووصف مواطنون وخليجيون في تغريداتهم، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنه هو “القمة في كل قمة” بفضل دهائه السياسي، وباعتباره قائداً فذاً وسياسياً محنكاً يقود الأزمات باقتدار، إلى جانب ترحيبه في توحيد الصف الخليجي بمبادرة أمير الكويت السابق الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، واستكمال أمير الكويت الحالي الشيخ نواف الأحمد الصباح المبادرة التي نجحت ولله الحمد بإنهاء الخلافات داخل البيت الخليجي خلال القمة الخليجية 41 في محافظة العلا التاريخية التي سيذكرها التاريخ