من أخفاها؟

بقلم الطالبات: (سلوى الشهري، شهد الحربي، لمى العتيبي)

مواكبة التطور والسير في تيارات التقدم والانفتاح أمر مسلم به، كلنا نسعى جاهدين لمواكبة التطور، البقاء في نفس النقطة ليس الأمر المستحيل بل هو الأسهل، ولكنه لا يليق بمن كان النجاح غايته والسُمو مبتغاه، نساير الحضارات، نتعلم منها ما يفيدنا، وأن نظهر حضارتنا لمن خفيت عنه، ونتبادل المعلومات، كل ذلك يصب في مصلحتنا، ولكن هناك أمر يجب علينا كمجتمع عربي أن نحذر من الانجراف فيه وأن نحذر من أن نخفيها فهي هويتنا وعروبتنا وشرعنا، ألا وهي لغتنا العربية.

“من أخفاها؟” حملة نعمل عليها نحن طالبات جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل من قسم الاتصال وتقنية الإعلام مسار العلاقات العامة والإعلان، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في المجتمع وإعادة ما خفي من مفرداتها إلى المجتمع والحياة اليومية، كما تهدف حملتنا لتصحيح الأخطاء اللغوية والإملائية الشائعة، وتحسين الخط العربي وإظهار جمالياته.

اللغة العربية من أغنى لغات العالم؛ لأنها تتضمن كل أدوات التعبير، وهي لغة الخلود ولغة القرآن فهي هويتنا ومن حقها علينا أن نحافظ على مكانتها في المجتمع وفي شتى جوانب حياتنا، ومن هذا المنطلق بدأت حملة “من أخفاها؟” بالسعي إلى نشر الوعي بأهمية اللغة العربية والتمسك بها، ومن خلال الحملة قدمنا بعض القواعد والتصحيحات اللغوية والإملائية الشائعة في المجتمع وذلك عبر حسابات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا الصدد أجرينا مقابلة مع الدكتورة البندري السديري من قسم اللغة العربية في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، والتي تحدثت عن مكانة اللغة لديها حيث قالت:” اللغة العربية جزء لا يتجزأ مني أرى أنها هي هويتي وهي ملاذي وهي شيء يصنع شخصية الإنسان، وهي ما ذهب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه “علموا أولادكم اللغة” لأن أي شخص يكون قوي في اللغة يكون له حظوة في أي مكان يكون فيه، على حسب ما يكون للشخص من مخزون لغوي يستعمله مع الأخرين يكون له تقدير واحترام، مثل ما نرى في المجالس ان الشخص عفيف اللسان والقارئ ونمت لديه الملكة اللغوية نجد أن الكل يتحفظ بوجوده”، وسألنا الدكتورة البندري عن سبب تداخل اللغة الأجنبية مع اللغة العربية فأجابت: “أن دخول اللغة كان لسببين بسبب مواكبة الحضارة وأنها أصبحت اللغة الإنجليزية هي لغة العالم، كما أنها أيضا لغة التقنية، لكن المشكلة أن بعض الناس يرون أن متحدث اللغة الإنجليزية يجاري الحضارة والتطور وينظر له بنظرة رقي، وأيضا أن من شروط التوظيف الآن أن تكون متقن للغة الإنجليزية”.

ومن آثار دخول اللغات الأجنبية على المجتمع أنها أثرت على الأطفال، حيث أصبح الكثير من الأطفال يجهل أصل بعض المفردات العربية مثل (المثلجات، والحافلة، والكأس) وارتسمت في ذاكرتهم أنها (آيس كريم، باص، وكوب).

لا نختلف على أهمية اللغة الإنجليزية وأنها اللغة العالمية في هذا العصر، ولكن لماذا لا نجعل لغتنا هي المتقدمة؟ لماذا يجب علينا أن نتحدث الإنجليزية عندما نريد طلب وجبة ما في أحد المتاجر؟ لماذا نجبر على تحدث اللغة الأجنبية في وطننا؟

رفقاً أيها العربي بعروبتك، ولغتك، فهي هويتك وأصل شريعتك، ففيها تغنى الشعراء واحتار العلماء من جمال مفرداتها، فلماذا تخفيها؟

 

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.