أعطيتها
الشعرَ والألحانَ والصورا
وعدتُ أحملُ صوتَ الليلِ والسهرا
أعطيتها
الروحَ والآهاتُ تتبعُها
وبِتُ خلفَ حنايا الشوقِ مُنتظِرا
ما الحسنُ
إلا سماءٌ أنتِ كوكبها
ريانةٌ كرياضٍ جاورتْ نهرا
حوريةُ
الجسمِ وسطَ الرأسِ عظيتُها
كأنما الوردُ في أعطافِها انتشرا
تمدُ
صوتًا كصوتِ الناي مُعتدلاً
فيذهبُ العقلُ في التفكيرِ مُنتحراً
ما النايُ
إلا كما آهاتها نغماً
ما الشهدُ إلا شفاهٌ ريقها انتثرا
يا نورها
غادةٌ كالشمسِ طلعتُها
تطيرُ بالروحِ من حسنٍ بها ظهرا
كابرتُ
نفسيَ من وجدٍ أذوبُ به
هنالكَ الشوقُ في أعماقيَ انكسرا
ما قرتِ
الروحُ إذ غنت و أسمعُها
غنتْ هُيامٌ بصوتٍ ناعمٍ سَحَرا
وكنتُ
كالطفلِ مما كنت أسمعه
ألملم الروحَ والأنفاسَ و ألأُطرا
غنتْ
فأرقني عشقًا وغادرَ بي
لما تغنتْ بصوتٍ في الفؤادِ سرى
لم نتبعِ
العشقَ بعضُ العشقِ يتبعنا
كأنما الحزنُ في أرواحنا انفجرا
تبدلتْ
نغمةُ الألحانِ واندثرتْ
لكنَّ عشقاً معَ الأحداثِ ما اندثرا
تغيرتْ
صفحةُ الأحلامِ وارتحلوا
محاصرين بخوفٍ يقتلُ العمرا
ما كانَ
للعمرِ أن تُحييهِ أغنيةٌ
وليس كسري من الألحانِ مُنجبِرا
د/علي بن مفرح الشعواني،،