الفارس الذي فقدناه “سعيد زكريا العاشق”

كتب المستشار/ وصفي محمود الحلبي

لم يكن هذا الفارس في يوم من الأيام رجلا عاديا…بل كان رجل كل المراحل والمواقف.. والمحطات…عانى في حياته كثيرا…وأخفى دموعه كثيرا…وضمد جراحه دون مراجعة طبيب…أكل الخبز اليابس ..ليطعم أحبته خبزا طريا…ونام بدون عشاء…حتى يوفر ثمن طعامه ليكسب الرضا ممن أحب…

كان عاشقا لله ثم لأهله وأحبته وأصدقائه…وفيا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان… في زمن أصبح الوفاء عملة نادرة..

كانت ابتسامته تعالج الجراح…يرسمها على شفاه الكبار والمرضى والمحتاجين..

كان صديقا للصغار قبل الكبار. وكان مكانه في قلبي…أكبر من الوصف. وأكبر من مداد حبر القلم…وأوراق النثر والشعر…

أنا صادقت الكثيرين في حياتي. ومررنا بتجارب كثيرة مع أنواع البشر…

لكن علاقتي بالفارس … ابن خالي وأخي وصديقي سعيد العاشق ……الذي ترجل. كانت جوهرة العلاقات ودرتها…

كان أخا وصديقا صدوقا…وفيا…تقيا…طيبا..

حكيما…ونبعا للنقاء..

وأنا أرسم صورته بكلماتي…أعجز عن وضع كل الألوان فيها…وأعجز عن رسم حروفي الحزينة…

سعيد….أنت الذي غبت جسدا…لن تغيب من قلبي الذي سكنته…ومن عيوني. ومن ذاكرتي..

لن تغيب…مهما باعد بيننا الزمن لنلتقي هناك… في جنة الخلد… ان شاء الله وبرحمته

وسنلتقي معا …هناك…أيها الفارس ..الذي أعجز عن وصف خصاله…

في جنة الخلد…وفي رعاية من خالقك ورعاية من اختارك من بين عباده

لتكون مع الشهداء والنبيين ..والصديقين…والصالحين..

عزائي…لكل من عرف الفارس سعيد العاشق الذي ترجل…ولكل من أحبه…وعرفه..

عزائي لزوجته الغالية ابتسام…ولأولاده وبناته فلذات أكبادنا …ولإخوانه وأخواته…ولأحفاده…

صبر جميل وبالله المستعان…ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

والحمد لله رب العالمين…

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.