✍ حسن الأمير
غَـادةٌ حَسـناءُ في ثوبِ الدلالْ
تسحرُ الألبـابَ بالسحرِ الحـلالْ
سيفُهـا البتَّـارُ من أحــداقِها
يغلبُ الأبطالَ في ساح النزالْ
كُلَّمـا تَــزدادُ عُمــراً تـرتقي
عاليَ الأبـراج في صرحِ الجمالْ
ما رآها عــاشقٌ إلَّا سَـــرى
ينسجُ الألحانَ في دنيا الخيالْ
و يُـذيبُ القلبَ في نار الهــوى
كُلَّما حَــاولَ عنهــا الارتحـالْ
مُذْ شممتُ العطرَ من أجوائها
نفـحُ كـاذيهـا يُنـاديني تعـالْ
و عبيــرُ الفُــلِّ يُذكي نشـوةً
سحرهُ المغروسُ في تلك الرمالْ
إنَّهــا صبيـاءُ سهــلاً يكتــسي
حُلَّةً خَضراءَ في أبهى جَــلالْ
كم رأينا النحـلَ في روضاتها
من رحيقِ السدرِ شهداً قد أحالْ
و عشقنا السيلَ في وِديانهـا
عندَّما ينسابُ من أعلى الجبالْ
لو سألتَ الدهـرَ عن تاريخها
تعجبُ الآثارُ من طرح السؤالْ
درةُ المخلافِ في عصرٍ مضى
و منارُ العزمِ في صنعِ الرجالْ
و بعصرِ الحزم يَبقى أهلُهـا
من ذوي الرايات في يومِ القتالْ
موطنُ الإســلامِ في وِجــدانِهم
فوقَ هامِ السُحبِ مجداً لا يُطالْ
هكــذا صبيـاءُ في قلبي أنا
فاقتِ الأمصارَ في كُلِّ الخِصَال