مرضى الكلى والحج .. إرشادات ونصائح
يقدمها الدكتور وليد أنس أخصائي أمراض الكلى من مركز الدكتور بسام الحمصي الطبي
د. وسيلة محمود الحلبي
لا شك أن تأدية مناسك الحج تفرض على الحاج عدداً من الأمور الصحية والبدنية، فهناك مصاعب السفر، والمشي أثناء تأدية الشعائر الدينية، وتقلبات الجو في المشاعر المقدسة أثناء فصل الصيف. ولا غرابة إذن أن يشعر العديد من الحجيج بالتعب والإرهاق نتيجة التعرض لطارئ التغيرات، كما أن ذلك قد يزيد الأعباء الملقاة على القلب والصدر أو الكليتين عند المصابين بمرض في هذه الأعضاء. ورغم الخدمات المتطورة والشاملة التي توفرها المملكة لضيوف الرحمن ودون مقابل بما فيها الخدمات الصحية، إلا أن العديد منهم يتردد في طلب الاستشارة الطبية، والتي يجب أن تبدأ قبل الشروع في المناسك. وفي حالة الإصابة بمرض مزمن ومنه مرضى الكلى يجب على الحاج التأكد من عدد من الأمور حتى لا يعرض نفسه لمضاعفات قد تؤثر على استمراره في المناسك فضلا عن تعريض حياته للخطر، وهنا ينبغي على المريض استشارة الطبيب المعالج فيما يتعلق باستطاعته أداء مناسك الحج بدون مضاعفات خطيرة على صحته، وفي حالة توافر الاستطاعة تجب مراعاة الأمور التالية لمريض الكلى والمسالك.
الدكتور وليد أنس أخصائي أمراض الكلى بمركز الدكتور بسام الحمصي الطبي
ماذا تقول في حج مريض الكلى ؟؟
وما هي الإرشادات الصحية لمرضى الكلى بشكل عام ؟؟
ومرضى الفشل الكلوي الذي يحتاج إلى عمليات الغسيل الكلوي بشكل خاض ؟
قال الدكتور وليد أنس أخصائي أمراض الكلى بمركز الدكتور بسام الحمصي الطبي: تعتبر الكلى من أهم الأعضاء في جسم الانسان حيث انها تعمل على تنقية الدم وغيرها من الوظائف المهمة في الحفاظ على الاتزان الداخلي للجسم وضبط العمليات الحيوية. وتتألف كل كلية من أجزاء تشريحية وتقع الكلى خلف تجويف البطن وأسفل القفص الصدري وتحيط بالكليتين طبقة دهنية تعمل على تثبيت الكلى في مكانها، وتعمل هذه الطبقة الدهنية إضافةً للعضلات الظهر على حماية للكلى. لذا يجب إخبار الطبيب المختص بالحالة قبل السفر بستة أشهر، وذلك لإجراء الترتيبات اللازمة من تقارير طبية خاصة بالمريض لوصف حالته، ولمعرفة إذا ما كانت حالة المريض مستقرة وتسمح بالسفر من عدمه. ويجب أخذ الأدوية الخاصة بالمريض معه أثناء السفر، وإبلاغ الجهات المسؤولة عن الأدوية؛ لعدم تعطل إجراءات السفر بسبب أخذ الأدوية، وكذلك يجب أخذ روشتة طبية تحتوي على الأدوية التي يتناولها المريض؛ لتجنب أي مشاكل قد تحدث عند ضياع شنطة السفر.
ولابد من أخذ بعض الأوراق المهمة قبل السفر، حتى تمكن الأطباء في الحج من التعامل مع الحالة، ومنها ما يلي: تقرير طبي من مركز غسيل الكلى.
كما يجب تناول الأدوية في موعدها سواء المخصصة لمرض الكلى أو للأنيميا، وذلك لتجنب الإرهاق، فإذا كان لدى المريض وصفة طبية من الحديد فيجب عدم إهمالها.
وأنصح بالنوم الجيد من أجل تقليل الشعور بالإجهاد، وذلك من خلال عدم شرب الكافيين، والذهاب إلى النوم في نفس الموعد يومياً، والاسترخاء وعدم مشاهدة التلفاز قبل النوم، كذلك ينصح بعدم النوم خلال النهار، وإذا كان النوم يحسن من حالة المريض ويجعله أفضل، فيمكن أن ينام لنصف ساعة فقط.
ولا بد من تقسيم شعائر الحج وتنظيم الانتقالات بحيث لا تتسبب في إجهاد مريض الكلى، كذلك يفضل أخذ رداء خاص بالرأس مخصص لتفادي أشعة الشمس والحرارة، مع التواجد في الأماكن المكيفة أو الباردة قدر الإمكان. وعلى مريض الكلى يجنب تناول الأدوية المسكنة مثل: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ لأنها تسبب تدهور الكلى بوجه عام، وهذا الأمر ليس قاصراً على فترة الحج فقط، بل يجب أن يتجنبها مريض الكلى طوال حياته. وعليه بشرب السوائل خاصة المياه، وذلك لتفادي أي أضرار جسيمة قد تحدث للكلى، وكذلك لتجنب تأثر الجسم بارتفاع درجة الحرارة.
وإذا أصيب مريض الكلى بضربة شمس لا سمح الله ، فيجب نقله إلى مكان بارد بعيداً عن الحرارة أولاً، ووضع مروحة أمامه بالإضافة إلى وضع قوالب ثلج على الرأس والرقبة، والاتصال بالطوارئ، ويفضل عدم إعطائه أي سوائل؛ كي لا تتسبب في اختناق المريض خلال الإغماء، أو دخولها في مجرى الهواء.
وأضاف الدكتور وليد أنس من مركز الدكتور بسام الحمصي الطبي لمرضى الكلى بأن هناك عدد من أمراض الكلى المختلفة، ولكن، سأركز هنا بشكل عام على الفشل الكلوي الذي يحتاج إلى عمليات الغسيل الكلوي، وعلى ضعف وظائف الكلى، وحصوات الكلى، لابد أولا من مراجعة الطبيب؛ للتأكد من إمكانية أداء فريضة الحج، ومعرفة الإرشـادات الصحية المناسبة.
لابد من ضرورة حرص مريض الفشل الكلوي على الغسيل الكلوي في فترة الحج بشكل دوري. وأن يحرص على حمل الأدوية الموصوفة، وحفظها في مكان مناسب يسهل الوصول إليه. وأن يراجع أقرب مركز صحي أو مستشفى عند حدوث أي اضطرابات بالجسـم، مثل: النزلات المعوية، أو عدوى المسالك البولية. وعليه تجنب التعرض لأشعة الشمس الحارقة لفترات طويلة؛ منعًا لفقدان السوائل، والأملاح من الجسم. وعدم الإكثار من تناول اللحوم، والبروتينات، حتى لا تؤثر في وظيفة الكليتين.
وأقول لمرضى حصوات الكلى والتهابات المسالك البولية يجب الإكثار من تناول السوائل خلال رحلة الحج وزيادة تناولها قبل القيام بأي مجهود بدني يتوقع فقدان السوائل خلاله مثل الوقوف بعرفات والذهاب إلى رمي الجمرات والسعي والطواف. القيام بأداء مناسك الحج بالليل وتجنب التعرض لأشعة الشمس.
كما أوضح الدكتور وليد أنس من مركز الدكتور بسام الحمصي الطبي لمرضى الكلى بأن
مرضى الكلى يعانون من الإجهاد الشديد وهي إحدى علامات الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، بالإضافة إلى قلة الطاقة، والإجهاد، وعدم القدرة على القيام بأي مجهود، ويحدث الإرهاق غالباً نتيجة تراكم المواد السامة في الجسم بسبب الإصابة بالفشل الكلوي، أو ضعف أداء الكلى عن إتمام وظائفها. وقد يحدث الإرهاق أيضاً نظراً لإصابة مريض الكلى بالأنيميا أيضاً؛ لأن تلف الكلى يسبب نقص في عدد كريات الدم الحمراء، وبالتالي يصاب الفرد بالأنيميا مما يسبب مزيداً من الإجهاد ونقص الطاقة.
وتتسبب عملية الغسيل الكلوي في المزيد من الإرهاق والإجهاد، ولكن مع الوقت يعتاد الفرد على هذا الأمر، ويتأقلم جسده مع الإجهاد فلا يشعر به أو يتألم كما كان سابقاً.
وقد يكون الحج فريضة تحتاج إلى مجهود بدني وتتسبب في الإرهاق والإجهاد، وذلك يجعل حالة مريض الكلى تتفاقم؛ لأن لديه مسببات الإرهاق بالفعل مما يجعلهم في حاجة لمعرفة أهم النصائح لمرضى الكلى خلال الحج.
أما عن تفادي ضربات الشمس فهو أمر ضروري، وقد يحدث خلال موسم الحج خاصة في الصيف الأمر الذي يؤثر على مرضى الكلى خاصة لأن ارتفاع درجة الحرارة يسبب حدوث الجفاف. ويؤدي الجفاف إلى حدوث ضرر لمرضى الكلى؛ لأنه يسبب انخفاض مستوى ضغط الدم، وكذلك يقلل من وظائف الكلى خاصة لمرضى حصوات الكلى، بالإضافة إلى زيادة تلف الأنسجة العضلية مما يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي.
وأتمنى لمرضى الكلى حجا ميسرا دون مضاعفات وأن يتقبل منهم حجهم وجميع المسلمين .