الذكاء الاصطناعي سيطرد المدرب الرياضي
بقلم/ الكاتب: محمد بن عبد الله الغوينم
من أهم ما يميز عصرنا الراهن هو الاعتماد الكبير والمطلق على التكنلوجيا الرقمية من خلال ما تقدمه هذه التقنية المهمة من إمكانات يصعب على الإنسان تحقيقها بنفس الدقة والسرعة ومستوى الإنجاز بدونها. ذلك يفيد الأهمية الكبيرة للتكنلوجيا الرقمية ومنها الذكاء الاصطناعي في كثير من الاتجاهات العلمية. فحريُّ بنا أن نتجه إلى استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي الموجّه في المجال الرياضي. وخاصةً في التدريب الرياضي بما أن التدريب الرياضي يعتمد على العلم والمعرفة كأساس للحصول على نتائج جيدة ، لذا ليس هناك إمكانية يتمكن فيها بعض المدربين والعاملين في تخصص التربية الرياضية من إيصال رياضييهم الموهوبين إلى المستوى العالي بالاستناد إلى تجاربهم العملية الفردية، بسبب أن التدريب الحديث أصبح يستند على مجموعة من العلوم الطبيعية والاجتماعية ومن هذه العلوم: البايوميكانيك والطب الرياضي والفسلجة الرياضية وعلم النفس الرياضي والاحصاء والاختبارات والإدارة والاجتماع والتغذية، وبما أن جميع هذه العلوم تعتمد على التكنلوجيا الرقمية في تطويرها، لذلك من المفيد جداً وضع تقنية الذكاء الاصطناعي في الاعتبار إذا ما أردنا تطوير الأداء الرياضي.
وحيث تسعى أبحاث تقنية الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق هدفين رئيسيين :
الأول: الوصول إلى فهم عميق للذكاء الإنساني عن طريق محاكاته.
الثاني: الاستثمار الأفضل للتقنية الرقمية والعمل على استغلال إمكاناتها كافة.
ومن أهم ميادين الذكاء الاصطناعي:
الأنظمة الخبيرة Expert Systems وهي برامج تحتوي على كمية هائلة من المعلومات التي يملكها خبير إنساني في حقل معين من حقول المعرفة وبعض هذه البرامج أثبتت فعاليتها لتؤكد إمكانية عالية في هذا المجال.
فالنظم الخبيرة أحد أهم العلوم المتفرعة من علم الذكاء الاصطناعي والتي تحاول من خلال استخدام الامكانيات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي عن طريق برمجيات خاصة من نقل الخبرة البشرية وإمكانيات ومعارف الشخص الخبير إلى نظام رقمي يمكنه التصرف بشكل مقارب وأحيانا مطابق للشخص الخبير.
ويتم ذلك عن طريق استحداث نموذج رقمي يوازي النموذج الذهني لدى الخبير وتخزن المعلومات به.
ومن مزايا النظم الخبيرة:
1. تتيح الخبرة النادرة على نطاق واسع، ومن ثم تساعد غير الخبراء على تحقيق نتائج مناظرة لتلك التي يحققها الخبراء.
2. تكفل للخبراء فرصة استثمار جزء من وقتهم في أنشطة أخرى.
3. تدعم مقومات التقييس في مهام تفتقر نسبياً إلى إمكانية القياس والانتظام.
4. توفر إمكانيات إنشاء مختبر بيانات معرفي، وبشكل دائم.
5. تعمل على مستوى مرتفع وبشكل مستمر ولا تتأثر مثلاً بالإجهاد أو عدم القدرة على التركيز.
6. قدرة النظام على التوصل لحل المسائل حتى في حالة عدم توفر جميع البيانات اللازمة وقت الحاجة لاتخاذ القرار.
7. قدرة النظام الخبير على التعامل مع بيانات قد يناقض بعضها بعضاً.
وبما أن المجال الرياضي يعد أحد أعقد المجالات العلمية في الوقت الحاضر لما له من مداخل وتفرعات وإشكالات من حيث:
1. تعدد الفئات العمرية واختلاف طرق التدريب من فئة الى اخرى.
2. اختلاف النمو من منطقة جغرافية الى اخرى وتأثير ذلك على اسلوب التدريب.
3. الفروق الفردية ببن الرياضيين.
4. تعدد طرق واساليب التدريب.
5. تعدد الفعاليات الرياضية واختلاف اساليب التدريب من فعالية الى أخرى.
6. تعدد مفردات التدريب وخاصة تدريب اللياقة البدنية.
7. اختلاف المدارس التدريبية واختلاف نظرة كل منها إلى التدريب الرياضي.
8. تعدد الأهداف المرجوة من التدريب الرياضي.
9. تعدد الأجهزة والأدوات والأساليب التدريبية.
10. التغذية الخاصة بالرياضيين.
11. الارتفاع والانخفاض عن سطح البحر وتأثير ذلك على الرياضيين.
12. الاختلاف في الخصوم والفرق المتبارية.
13. الحالة النفسية للرياضي واساليب الإعداد النفسي.
14. التهيئة البدنية والفنية والخططية والنفسية للرياضيين في كل مرحلة من مراحل التدريب. (إعداد – منافسات –انتقال)
15. اختلاف الارضيات والملاعب وتأثير ذلك على مستوى الأداء.
16. اختلاف اسلوب الحياة من رياضي إلى آخر.
17. التكيف والتأثيرات الفسيولوجية على جسم الرياضي.
18. الإصابات الرياضية وتأثيرها على المستوى.
وكل تلك النقاط وأخرى غيرها والإلمام بها والإحاطة بكل تفاصيها تجعل الخبير في المجال الرياضي شخصاً متميزاً عن الآخرين.
لذلك عمدت بعض الفرق الرياضية إلى انتداب خبير متخصص في كل مجال من المجالات السابقة الذكر لكي يكون الكادر التدريبي متكاملاً ومثالياً في كل شروطه فيجب أن يحتوي بالإضافة الى المدرب الرئيسي، من هنا جاءت الحاجة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي ليحل جميع تلك الاشكالات ويوفر الكثير من الجهد والوقت والمال وبدقة عالية.
من أجل ذلك نستطيع أن نتنبأ أن تقنية الذكاء الاصطناعي سوف تجعلنا نستغني عن توظيف المدربين الرياضيين في المستقبل.