مدار الأفكار
بقلم : عبدالعزيز الفدغوش
” فزعات الهياط”
إن الهياط كما جاء في معجم لسان العرب يعني( الصياح والجلبة) والذي ينطبق على ما يقوم به البعض من البحث عن الأضواء وزيادة البهرجة وتضخيم الذات ومحاولة كسب وجاهة اجتماعية والظهور بصورة مختلفة عن الحقيقة وكل ذلك يفتعل لتعويض ما يشعر به (المهايط) من نقص نتيجة لوجود (خلل تربوي وثقافي ) كما يقول الدكتور عبدالعزيز العمر ، ومن مظاهر الهياط التي انتشرت مؤخرا قيام تجمع البعض باسم عائلة أو قبيلة وتصوير المقاطع بحضور جمهور بحجة الفزعة وتكريم أحد الوافدين والتفاخر بإهدائه منزلا أو سيارة فاخرة أو شيكا بمبلغا كبيرا من المال هدية له ، والإحسان بشكل عام عملا محمودا ومقدرا ومطلوبا وإن كان من الواجب والأجدر النظر بأحوال الأقارب فهم الأولى بالمعروف والإنفاق قال تعالى:( يَسأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُل مَا أَنفَقتُم مِّن خَيرٍ فَلِلوَالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ (البقرة:215) ، وبعيدا عن الأضواء فقد تكون تلك الحركة بكل ترتيباتها (هياطا) لا صحة له ولكنه جاء بدافع طلب الشهرة والأضواء فقط وبالاتفاق مع ذلك الوافد الذي يمنح شيئا زهيدا بعد انتهاء المسرحية أما ديننا الإسلامي فقد حث على فعل الخير والأعمال الصالحة ورتَّب عليها في السرِّ أجورًا، ورغَّب فيها، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12]، وقد قيل بأن صَدَقَة السرِّ في التطوُّع تفضل علانيتها، (بسبعين ضعفًا) ، فصدقة السر من أكبر مظاهر وبراهين صدق الإيمان والإخلاص في العمل فهي صفة ترفع درجات المتصدق وتعلي شأنه عند ربه، وتحقق له جانب التواضع وعدم السعي نحو السمعة والرياء، نسأل الله أن يوفّقنا جميعاً إلى ما يحبُّ ويرضى .
يا مصــوّر ٍ حِسناك للنشــر غلـطان
والســرّ أخير من النشــر بالمــوازين
تــرىٰ الوليّ يعلم خـفاء كــلّ ما كان
ومدّ الخفاء يفرق عن الجَهْر سبعين